تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: لصراط اشد اهوال يوم القيامة و اشدها خطراً يارب سلم يارب سلم الأربعاء مارس 28, 2012 3:55 pm | |
| الْصِّرَاط ... مَزِلَّة الْأَقْدَام يَوْم الْقِيَامَة هُو يَوْم الْأَهْوَال و المَخَاوِف ، فَمَا إِن يَنْجُو الْنَّاس مِن هَوْل مِن أَهْوَال ذَلِك الْيَوْم ، حَتَّى يُدْرِكَهُم هَوْل آَخَر ، فَتَمْتَلِئ الْقُلُوْب خَوْفا و فَزَعَا . و مَن أَشَد أَهْوَال ذَلِك الْيَوْم و أَشَدُّهَا خَطَرَا ، ][ الْمُرُور عَلَى الْصِّرَاط ][ وَ هُو جِسْر مَضْرُوْب عَلَى مَتْن جَهَنَّم . حَيْث يَأْمُر الْلَّه سُبْحَانَه فِي ذَلِك الْيَوْم أَن تَتَبُّع كُل أُمَّة مَا كَانَت تَعْبُدُه ، فَمِنْهُم مَن يَتَّبِع الْشَّمْس ، و مِنْهُم مَن يَتَّبِع الْقَمَر ، ثُم يَذْهَب بِهِم جَمِيْعَا إِلَى الْنَّار . و تَبْقَى هَذِه الْأُمَّة و فِيْهَا الْمُنَافِقُوْن ، فَيُنْصَب لَهُم صِرَاط عَلَى ظَهْر جَهَنَّم ، عَلَى حَافَتَيْه خَطَاطِيَّف و كَلَالِيْب ، فَيَأْمُرُهُم سُبْحَانَه أَن يَمُرُّوْا عَلَى ظَهْرِه ، فَيَشْتَد الْمَوْقِف ، و تَعْظُم الْبَلْوَى ، و يَكُوْن دَعْوَى الْرُّسُل يَوْمَئِذ الْلَّهُم سَلِّم سَلِّم ، و يَكُوْن أَوَّل مَن يَجْتَاز الْصِّرَاط الْنَّبِي - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم - بِأُمَّتِه ، فَعَن أَبِي هُرَيْرَة عَن الْنَّبِي - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم - : { يَجْمَع الْلَّه الْنَّاس يَوْم الْقِيَامَة ، فَيَقُوْل : مَن كَان يَعْبُد شَيْئا فَلْيَتَّبِعْه ، فَيَتْبَع مَن كَان يَعْبُد الْشَّمْس الْشَّمْس ، و يَتَّبِع مَن كَان يَعْبُد الْقَمَر الْقَمَر ، و يَتَّبِع مَن كَان يَعْبُد الْطَّوَاغِيْت الْطَّوَاغِيْت ، و تَبْقَى هَذِه الْأُمَّة فِيْهَا مُنَافِقُوْهَا ، فَيَأْتِيَهُم الْلَّه فَيَقُوْل : أَنَا رَبُّكُم ، فَيَقُوْلُوْن : هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا ، فَإِذَا جَاءَنَا رَبُّنَا عَرَفْنَاه ، فَيَأْتِيَهُم الْلَّه فِي صُوْرَتِه الَّتِي يَعْرِفُوْن ، فَيَقُوْل : أَنَا رَبُّكُم ، فَيَقُوْلُوْن : أَنْت رَبُّنَا ، فَيَتَّبِعُوْنَه و يُضْرَب الْصِّرَاط بَيْن ظَهْرَي جَهَنَّم ، فَأَكُوْن أَنَا و أُمَّتِي أَوَّل مَن يُجِيْزُهَا ، و لَا يَتَكَلَّم يَوْمَئِذ إِلَّا الْرُّسُل ، و دَعْوَى الْرُّسُل يَوْمَئِذ ؛ الْلَّهُم : سَلِم سَلِم . و فِي جَهَنَّم كَلَالِيْب مِثْل شَوْك الْسَّعْدَان ، هَل رَأَيْتُم الْسَّعْدَان ؟ قَالُوْا : نَعَم يَا رَسُوْل الْلَّه ، قَال : فَإِنَّهَا مِثْل شَوْك الْسَّعْدَان غَيْر أَنَّه لَا يَعْلَم مَا قَدْر عِظَمِهَا إِلَّا الْلَّه ، تُخْطَف الْنَّاس بِأَعْمَالِهِم ، فَمِنْهُم الْمُؤْمِن يَبْقَى بِعَمَلِه ، أَو الْمَوْبِق بِعَمَلِه ، أَو الْمُوَثَّق بِعَمَلِه ، و مِنْهُم الْمُخَرْدَل أَو الْمُجَازَى ... } رَوَاه الْبُخَارِي . ][ أَقْسَام الْمَارَّيْن عَلَى الْصِّرَاط ][ يَتَفَاوَت الْمَارُّوْن عَلَى الْصِّرَاط تَفَاوُتا عَظِيْما ، كُل حَسَب عَمَلِه، فَمِنْهُم مَن يَمُر كَالْبَرْق ، وَمِنْهُم مَن يَمُر كَالَرِّيْح ، و مِنْهُم كَالْطَّيْر ، و مِنْهُم يَشُد كَشَد الْرِّجَال . فَعَن أَبِي هُرَيْرَة – رَضِي الْلَّه عَنْه – عَن الْنَّبِي - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم – : { فَيَمُر أَوَّلُكُم كَالْبَرْق ، قَال : قُلْت بِأَبِي أَنْت و أُمِّي ، أَي شَيْء كَمَر الْبَرْق ؟ قَال : أَلَم تَرَوْا إِلَى الْبَرْق كَيْف يَمُر ، و يَرْجِع فِي طَرْفَة عَيْن ؟ ثُم كَمَر الْرِّيح ، ثُم كَمَر الْطَّيْر ، و شَد الْرِّجَال تَجْرِي بِهِم أَعْمَالُهُم ، و نَبِيَّكُم قَائِم عَلَى الْصِّرَاط، يَقُوْل : رَب سَلِّم سَلِّم ، حَتَّى تَعْجِز أَعْمَال الْعِبَاد ، حَتَّى يَجِيْء الْرَّجُل فَلَا يَسْتَطِيْع الْسَّيْر إِلَّا زَحْفا، قَال : و فِي حَافَتَي الْصِّرَاط كَلَالِيب - جَمْع كَلُّوب حَدِيْدَة مَعْطُوْفَة الْرَّأْس – مُعَلَّقَة مَأْمُوْرَة بِأَخْذ مَن أُمِرَت بِه فَمَخْدُوش نَاج ، و مَكْدُوس فِي الْنَّار } رَوَاه مُسْلِم و الْمَخْدُوش : مَن تُمَزِق جِلْدِه بِفِعْل الْكَلَالِيْب وَالمَكْدُّوس : مِن يُرْمَى فِي الْنَّار فَيَقَع فَوْق سَابِقِه مَأْخُوْذ مِن تَكَدَّسَت الْدَّوَاب فِي سَيْرِهَا إِذَا رَكِب بَعْضُهَا بَعْضَا . و عَن أَبِي سَعِيْد الْخُدْرِي – رَضِي الْلَّه عَنْه – عَن الْنَّبِي – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم – قَال : فِي ذِكْر مَشَاهِد يَوْم الْقِيَامَة : { ثُم يُضْرَب الْجِسْر عَلَى جَهَنَّم ، و تَحِل الشَّفَاعَة ، و يَقُوْلُوْن : الْلَّهُم سَلِّم سَلِّم ، قِيَل : يَا رَسُوْل الْلَّه و مَا الْجِسْر ؟ قَال : دَحْض مَزِلَّة ، فِيْه خَطَاطِيَّف و كَلَالِيْب و حِسِّك - شَوْكَة صُلْبَة -، تَكُوْن بِنَجْد ، فِيْهَا شُوَيْكَة ، يُقَال لَهَا : الْسَّعْدَان ، فَيَمُر الْمُؤْمِنُوْن كَطَرْف الْعَيْن ، و كَالْبَرْق ، و كَالَرِّيْح ، و كَالْطَّيْر ، و كَأَجَاوِيد الْخَيْل و الرِّكَاب ، فَنَاج مُسَلَّم ، و مَخْدُوش مُرْسِل ، و مَكْدُوس فِي نَار جَهَنَّم } رَوَاه مُسْلِم . و فِي حَدِيْث ابْن مَسْعُوْد ، قَال : قَال – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم - : { فَيَمُرُّون عَلَى الْصِّرَاط ، و الْصِّرَاط كَحَد الْسَّيْف ، دَحْض مَزِلَّة ، قَال : فَيُقَال : انْجُوَا عَلَى قَدْر نُوَرِكُم ، فَمِنْهُم مَن يَمُر كَانْقِضَاض الْكَوْكَب ، و مِنْهُم مَن يَمُر كَالْطَّرْف ، و مِنْهُم مَن يَمُر كَالَرِّيْح ، و مِنْهُم مَن يَمُر كَشَد الْرَّحْل ، و يَرْمُل رَمَلَا فَيَمُرُّون عَلَى قَدْر أَعْمَالِهِم ، حَتَّى يَمُر الَّذِي نُوْرُه عَلَى إِبْهَام قَدَمِه ، يَجُر يَدَا و يُعَلِّق يَدَا ، و يَجُر رَجُلا و يُعَلِّق رَجُلا ، فَتُصِيْب جَوَانِبِه الْنَّار } رَوَاه الْحَاكِم و قَال صَحِيْح عَلَى شَرْط الْشَّيْخَيْن و وَافَقَه الْذَّهَبِي . و هَذِه الْأَحَادِيْث و غَيْرِهَا تَبَيَّن أَن مَعْنَى الْوُرُوْد فِي قَوْلِه تَعَالَى : { وَإِن مِّنْكُم إِلَّا وَارِدُهَا كَان عَلَى رَبِّك حَتْما مَّقْضِيا } (مَرْيَم:71) هُو الْجَوَاز عَلَى الْصِّرَاط . و قَد ذَهَب إِلَى تَفْسِيْر الْوُرُود بِالْمُرُوْر عَلَى الْصِّرَاط ابْن عَبَّاس و ابْن مَسْعُوْد و كَعْب الْأَحْبَار و الْسُّدِّي و غَيْرِهِم . فَالثَّبَات يَوْم الْقِيَامَة عَلَى الْصِّرَاط بِالثَّبَات فِي هَذِه الْدَّار ، و عَلَى قَدْر ثُبُوْت قَدِم الْعَبْد عَلَى هَذَا الْصِّرَاط ، الَّذِي نَصَبَه الْلَّه لِعِبَادِه فِي هَذِه الْدَّار الْدُّنْيَا ، يَكُوْن ثُبُوْت قِدَمِه عَلَى الْصِّرَاط الْمَنْصُوْب عَلَى مَتْن جَهَنَّم . و عَلَى قَدْر سَيْرِه عَلَى هَذِه الْصِّرَاط يَكُوْن سَيْرُه عَلَى ذَاك الْصِّرَاط . ][ وَصَف الْجِسْر ][ دَلَّت الْأَحَادِيْث الْسَّابِقَة عَلَى أَن الْصِّرَاط دَحْض مَزِلَّة ، أَي : مَوْضِع تِزِل فِيْه الْأَقْدَام و لَا تَسْتَقِر ، عَلَى حَافَتَيْه خَطَاطِيَّف و كَلَالِيْب و حَسَك أَي – شَوْك صُلِب مِن حَدِيْد - و هُو أَدَق مِن الْشَّعْر ، و أَحَد مِن الْسَّيْف . كَمَا رَوَى ذَلِك مُسْلِم عَن أَبِي سَعِيْد – رَضِي الْلَّه عَنْه – مَوْقُوْفا قَال : { بَلَغَنِي أَن الْجِسْر أَدَق مِن الْشَّعْرَة ، و أَحَد مِن الْسَّيْف } . الْصِّرَاط الْثَّانِي وَ هُو : ][ الْقَنْطَرَة الَّتِي بَيْن الْجَنَّة و الْنَّار ][ إِذَا خَلَص الْمُؤْمِنُوْن مِن الْصِّرَاط حُّبِسُوَا عَلَى قَنْطَرَة - جِسْر آَخَر – بَيْن الْجَنَّة و الْنَّار يَتَقَاصُّون مَظَالِم كَانَت بَيْنَهُم ، وَهَؤُلاء لَا يَرْجِع أَحَد مِنْهُم إِلَى الْنَّار ، لَعِلْم الْلَّه أَن الْمُقَاصَّة بَيْنَهُم لَا تَسْتَنْفِذ حَسَنَاتِهِم ، بَل تَبْقَى لَهُم مَن الْحَسَنَات مَا يُدْخِلُهُم الْلَّه بِه الْجَنَّة . قَال صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم : { يَخْلُص الْمُؤْمِنُوْن مِن الْنَّار فَيُحْبَسُون عَلَى قَنْطَرَة بَيْن الْجَنَّة و الْنَّار فَيُقَص لِبَعْضِهِم مِن بَعْض مَظَالِم كَانَت بَيْنَهُم فِي الْدُّنْيَا حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا و نُقُّوا أُذِن لَهُم فِي دُخُوْل الْجَنَّة فَوَالَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِه لِأَحَدِهِم أَهْدَى بِمَنْزِلِه فِي الْجَنَّة مِنْه بِمَنْزِلِه كَان فِي الْدُّنْيَا } . فَهَذَا الْصِّرَاط خَاص بِتَنْقِيَة الْمُؤْمِنِيْن مِن الْذُّنُوب الْمُتَعَلِّقَة بِالْعِبَاد حَتَّى يَدْخُلُوَا الْجَنَّة و لَيْس فِي قُلُوْبِهِم غَل و لَا حَسَد لِأَحَد ، كَمَا وَصَف الْلَّه أَهْل الْجَنَّة فَقَال : { و نَزَعْنَا مَا فِي صُدُوْرِهِم مِّن غِل إِخْوَانا عَلَى سُرُر مُّتَقَابِلِيْن } ( الْحَجَر:47) . هَذَا هُو الْصِّرَاط ، وَ هَذِه هِي أَحْوَال الْنَّاس عِنْد الْمُرُوْر عَلَيْه ، فَتَفَكَّر – أَخِي الْكَرِيْم - فِيْمَا يَحِل بِك مِن الْفَزَع بِفُؤَادِك ، إِذَا رَأَيْت الْصِّرَاط وَ دِقَّتِه ، ثُم وَقَع بَصَرُك عَلَى سَوَاد جَهَنَّم مِن تَحْتَه ، ثُم قَرَع سَمْعَك شَهِيْق الْنَّار و تُغِيظُهَا ، و قَد كُلِفْت أَن تَمْشِي عَلَى الْصِّرَاط مَع ضَعْف حَالِك ، و اضْطِرَاب قَلْبِك ، و تُزَلْزِل قَدَمَك ، و ثَقِّل ظَهْرَك بَالَأَوْزَار الْمَانِعَة لَك مِن الْمَشْي عَلَى بِسَاط الْأَرْض ، فَضْلَا عَن حِدَة الْصِّرَاط ، فَكَيْف بِك إِذَا وَضَعْت عَلَيْه إِحْدَى رِجْلَيْك فَأَحْسَسْت بْحِدَّتُه ، و الْخَلَائِق بَيْن يَدَيْك يَزِلّون ، و يَعْثُرُون ، و تَتَنَاوَلُهُم زَبَانِيَة الْنَّار بِالخَطَاطِيف و الْكَلَالِيْب ، فَيَا لَه مِن مَنْظَر مَا أَفْظَعَه ، وَمُرْتَقَى مَا أَصْعَبَه ، و مَجَاز مَا أَضْيَقِه . الْمَصْدَر: الْشَّبَكَة الْإِسْلَامِيَّة ][ الْصِّرَاط الْمُسْتَقِيْم ][ سَأَل أَحَد الْصَّحَابَة رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم عَن نُزُوْل هَذِه الْآَيَة " يَوْم تُبَدَّل الْسَّمَوَات و الْأَرْض " أَيْن سَنَكُوْن ؟؟؟ قَال الْرَّسُوْل صَل الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم : سَنَكُوْن عَلَي الْصِّرَاط . وَقْت الْمُرُوْر عَلَي الْصِّرَاط لَا يُوْجَد إِلَا ثَلَاث أَمَاكِن فَقَط جَهَنَّم الْجَنَّة الْصِّرَاط يَقُوْل الْرَّسُوْل صَل الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم : " يَكُوْن أَوَّل مَن يَجْتَاز الْصِّرَاط أَنَا و أُمَّتِي " أَوَّل أُمَّة سَتَمُر عَلَي الْصِّرَاط أُمَّة الْمُسْلِمِيْن . ][ تَعْرِيْف الْصِّرَاط ][ " يَوْم تُبَدَّل الْسَّمَوَات و الْأَرْض " لَن يَكُوْن سِوَي مَكَانَيْن الْجَنَّة و الْنَّار و لِكَي تَصِل إِلَي الْجَنَّة يَجِب أَن تَعِدِي جَهَنَّم فَيَنْصِب جِسْر فَوْق جَهَنَّم إِسْمِه " الْصِّرَاط " بِعَرَض جَهَنَّم كُلَّهَا إِذَا مَرَرْت عَلَيْه وَصَلَّت لِنِهَايَتِه وُجِدَت بَاب الْجَنَّة أَمَامَك و رَسُوْل الْلَّه صَل الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم وَاقِفا يَسْتَقْبِل أَهْل الْجَنَّة . قَال الْرَّسُوْل صَل الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم : " فَيُضْرَب بِالْصِّرَاط بِعَرَض جَهَنَّم " ][ مُوَاصَفَات الْصِّرَاط ][ 1. أَدَق ( أَرْفَع ) مِن الْشَّعْرَة . 2. أَحَد مِن الْسَّيْف . 3. شَدِيْد الْظُّلْمَة تَحْتَه جَهَنَّم سَوْدَاء مُظْلِمَة " تَكَاد تَمْيِيِز مِن الْغَيْظ " . 4. حَامِل ذُنُوْبُك كُلَّهَا مُجَسَّمَة عَلَي ظَهْرَك فَتَجْعَل الْمُرُوْر بَطِيْئَا لَأَصَّحَابِها إِذَا كَانَت كَثِيْرَة و الْعِيَاذ بِالْلَّه أَو سَرِيْعَا كَالْبَرْق إِذَا كَانَت خَفِيّفَة . فَقَد قَال الْلَّه عَز و جَل : { لِيَحُمِلُوا أَوْزَارَهُم كَامِلَة يَوْم الْقِيَامَة و مَن أَوْزَار الَّذِيْن يُضِلُّوْنَهُم } سُوْرَة الْنَّحْل آَيَة رَقِم 25 5. عَلَيْه كَلَالِيْب ( خَطَاطِيَّف ) و حَتَك ( شَوْك مُدَبَّب ) تَجْرَح الْقَدَم و تَخْدِشُهَا ( تَكْفِيْر ذَنْب الْكَلِمَة الْحَرَام و الْنَّظْرَة الْحَرَام...أُلَخ ) فَقَد قَال الْلَّه عَز و جَل : { و كُل إِنْسَان أَلْزَمْنَاه طَائِرَه فِي عُنُقِه وَنُخْرِج لَه يَوْم الْقِيَامَة كِتَابا يَلْقَاه مَنْشُوْرا * اقْرَأ كِّتَابَك كَفَى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك حَسِيْبا } سُوْرَة الْإِسْرَاء مِن آَيَة رَقِم 13 حَتَّي 14 6. سَمَاع أَصْوَات صُرَاخ عَالِي لِكُل مَن تَزِل قَدَمُه و يَسْقُط فِي قَاع جَهَنَّم . { إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَر كَالْقَصْر *كَأَنَّه جِمَالَات صُفْر *وَيْل يَوْمَئِذ لِّلْمُكَذِّبِيْن * هَذَا يَوْم لَا يَنْطِقُوْن * وَلَا يُؤْذَن لَهُم فَيَعْتَذِرُوْن * وَيْل يَوْمَئِذ لِّلْمُكَذِّبِيْن } سُوْرَة الْمُرْسَلات مِن آَيَة رَقِم 32 حَتَّي 38 شَرَر : جَمْع شَرَارَة و هِي مَا تَطَايَر مِن الْنَّار الْقُصَّر : شَرَارَة كَالْبِنَاء الْعَظِيْم فِي الْحَجْم و الْإِرْتِفَاع . الْرَسُوْل عَلَيْه الْصَّلاة و الْسَّلام وَاقِفَا فِي نِهَايَة الْصِّرَاط عِنْد بَاب الْجَنَّة يَرَاك تَضَع قَدَمَك عَلَي أَوَّل الْصِّرَاط يَدْعُو لَك قَائِلا : " يَا رَب سَلِّم ... يَا رَب سَلِّم " يَرْوِي أَن الْسَّيِّدَة عَائِشَة تَذَكَّرْت يَوْم الْقِيَامَة فَبَكَت فَسَأَلَهَا الْرَّسُوْل صَل الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم " مَاذَا بِك يَا عَائِشَة ؟ " فَقَالَت : " تَذَكَّرْت يَوْم الْقِيَامَة فَهَل سَنَذْكُر أَبَائِنَا ؟؟؟ هَل سَيَذَّكَّر الْحَبِيْب حَبِيْبَه يَوْم الْقِيَامَة ؟؟؟ قَال الْرَّسُوْل صَل الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم : " نَعَم إِلَّا فِي ثَلَاث مَوَاضِع عِنْد الْمِيْزَان - عِنْد تَطَايُر الْصُّحُف - عِنْد الْصِّرَاط " و قَد قَال الْلَّه عَز و جَل عَن وَصْف هَذَا الْمَوْقِف فِي كِتَابِه الْعَزِيْز : { فَإِذَا جَاءَت الْصَّاخَّة * يَوْم يَفِر الْمَرْء مِن أَخِيْه * و أُمِّه و أَبِيْه * و صَاحِبَتِه و بَنِيْه * لِكُل امْرِئ مِّنْهُم يَوْمَئِذ شَأْن يُغْنِيْه * } سُوْرَة عَبَس مِن آَيَة رَقِم 34 حَتَّي 37 قَال شَيْخ الْإِسْلام ابْن تَيْمِيَّة رَحِمَه الْلَّه : و الْصِّرَاط مَنْصُوْب عَلَى مَتْن جَهَنَّم ، و هُو الْجِسْر الَّذِي بَيْن الْجَنَّة و الْنَّار . يَمُر الْنَّاس عَلَيْه عَلَى قَدْر أَعْمَالِهِم ، فَمِنْهُم مَن يَمُر كَلَمْح الْبَصَر ، و مِنْهُم مَن يَمُر كَالْبَرْق ، و مِنْهُم مَن يَمُر كَالَرِّيْح ، و مِنْهُم مَن يَمُر كَالْفَرَس الْجَوَاد ، و مِنْهُم كَرِكَاب الْإِبِل ، و مِنْهُم مَن يَعْدُو عَدْوا ، و مِنْهُم مَن يَمْشِي مَشْيا ، و مِنْهُم مَن يَزْحَف زَحْفا ، و مِنْهُم مَن يُخْطَف و يُلْقَى فِي جَهَنَّم ، فَإِن الْجِسْر عَلَيْه كَلَالِيْب تَخْطِف الْنَّاس بِأَعْمَالِهِم ، فَمَن مَر عَلَى الْصِّرَاط دَخَل الْجَنَّة . قَال تَعَالَى : { وَإِن مِّنْكُم إِلَّا وَارِدُهَا كَان عَلَى رَبِّك حَتْمَا مَّقْضِيّا ثُم نُنَجِّي الَّذِيْن اتَّقَوْا و نَذَر الْظَّالِمِيْن فِيْهَا جِثِيّا } و الْمُرَاد بِالْوُرُوْد هُنَا >>> الْمُرُور عَلَى الْصِّرَاط . و عَن أَبِي هُرَيْرَة رَضِي الْلَّه عَنْه ، قَال : قَال رَسُوْل الْلَّه صَل الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم : " يُضْرَب الْصِّرَاط بَيْن ظَهْرَانَي جَهَنَّم فَأَكُوْن أَوَّل مَن يَجُوْز مِن الْرُّسُل بِأُمَّتِه ، و لَا يَتَكَلَّم يَوْمَئِذ أَحَد إِلَّا الْرُّسُل ، و كَلَام الْرُّسُل يَوْمَئِذ : الْلَّهُم سَلِّم سَلِّم. " رَوَاه الْبُخَارِي و مُسْلِم. و قَد رُوِي أَن الْلَّه يُلْقِي عَلَى الْنَّاس يَوْم الْقِيَامَة ظُلْمَة حَالِكَة الْسَّوَاد ، فَلَا يَسْتَطِيْع أَحَد فِي أَرْض الْمَوْقِف أَن يَخْطُو خُطْوَة وَاحِدَة إِلَّا بِنُوْر . قَال عَبْدُالْلَّه بْن مَسْعُوْد رَضِي الْلَّه عَنْه : " فَمِنْهُم مَن يَكُوْن نُوْرُه كَالْجَبَل ، و مِنْهُم مَن يَكُوْن نُوْرُه كَالَنَّخْلَة ، و مِنْهُم مَن يَكُوْن نُوْرُه كَالْرَّجُل الْقَائِم ، و مِنْهُم مَن يَكُوْن نُوْرُه عَلَى إِبْهَامَه يَتَّقِد مَرَّة و يَنْطَفِئ مُرَّة و هَذَا أَقَلَّهُم نُوَرَا ، و مِنْهُم مَن تَحُوْطُه الْظُّلْمَة مِن كُل نَاحِيَة " رَوَاه أَحْمَد و صَحَّحَه الْأَلْبَانِي . مَا أَشَد هَوْل هَذَا الْمَوْقِف .. و يَا لَه مِن مَشْهَد مُفْزِع لِلْقُلُوْب .. حَتَّى أَن الْرُّسُل عَلَيْهِم الْسَّلَام لَا يَزِيْدُوْن عَلَى قَوْل : الْلَّهُم سَلِّم سَلِّم . وَ مَا أَحْوَجَنَا إِلَى تَأَمُل هَذَا الْمَوْقِف ، حَتَّى نَتَدَارَك مَا نَحْن فِيْه مِن تَقْصِيْر. مُرُوْر عَلَى جِسْر مَنْصُوْب فَوْق جَهَنَّم ، وَ عَلَى الْجِسْر كَلَالِيْب عَظِيْمَة تُخْطَف الْنَّاس ، و تَلَقِّيْهِم فِي الْنَّار ، و لَا يَسْتَطِيْع الْمَرْء الْحَرَكَة إِلَّا بِنُوْر ، و سُرْعَة الْحَرَكَة و حَجْم الْنُّوْر >>> تَكُوْن حَسَب عَمَل كُل شَخْص . نَعَم بِحَسَب إِكْثَارِه مِن أَعْمَال الْخَيْر و الْبِر و الطَّاعَات الَّتِي كَثِيْرَا مَا تَكاسَلْنا عَنْهَا و فَرَّطْنَا فِيْهَا و بِحَسَب اجْتِنَابَه لِلْمَعَاصِي الَّتِي كَثِيْرَا مَا تَجَرَّأْنَا عَلَيْهَا و تَسَاهَلْنَا فِيْهَا . ][ أُخْوَتِي ][ كُلَّمَا أَحْسَسْت بِتَكَاسُل عَن فَرِيْضَة أَو عَمَل صَالِح ، فَتُذَكِّر حَاجَتَك لَه عِنْد الْمُرُوْر عَلَى الْصِّرَاط ، و كُلَّمَا دَعَتْك نَفْسُك لْمَعْصِيَة ، فَتُذَكِّر حَاجَتَك لِتَرْكِهَا عِنْد الْمُرُوْر عَلَيْه . أَسْأَل الْلَّه أَن يَجْعَلَنَا و وَالِدَيْنَا و ايّاكُم مِمَّن يُوَفِّق لِعُبُور الْصِّرَاط بِسَلَامَة ، و أَن يُدْخِلَنَا جَنَّتَه ، و يَقِيْنْا عَذَابَه . الْلَّهُم آَمِيْن | |
|