موضوع: يا اخينا تعال و ادخل الى اعماق تاريخ الجزائر الأربعاء أبريل 04, 2012 8:08 pm
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نظرا للحدث المهم والمميز الذي سيقبل علينا بعد ساعات معدودة فقط ارتأيت ان اضع هذا الموضوع تكريما لشهدائنا الابرار وتذكرا لمجهوداتهم وتضحياتهم في سبيل هاته الارض التي نحيا بكل حرية في ربوعها وهذا كله بفضل الله اولا بنصرهم ومن ثم بفضل تضحياتهم بالنفس والنفيس
فمنذ ان وطأت ايدي الاستعمار الفرنسي ارضنا الطيبة وذلك بعد محاوللات باتت بالفشل والسبب يرجع الى سوء التنسيق بين الدايات سنة 1830 والتي سهلت التوغل الفرنسي في الجزائر.. فباشرت فرنسا في تخطيط سياستها لتحقيق الاطماع ونهب الثروات استغلاهلها لصالحها فماكان من الشعب الجزائري الا انه رد على ذلك بمقاومات شعبية منها ما حالفه الحظ في تحقيق بعض التقدم [/size]وطيلة هذه المدة برزت عدة شخصيات اظهرت حبها ووفائها للبلد الغالي فنذكر منهم الامير عبد القادر الذي قضى 15 سنة في محاربة الاستعمار محاولا في الوقت نفسه اعادة بناء الدولة الجزائرية على اسس جديدة.اضافة الى ذلك مقاومة احمد باي في نفس المنطقة
وحالها كحال المقاومات الشعبية الاخرى التي تخللتها عدة ثغرات كانت لصالح الجيوش الفرنسية والتي اودت بها الى الفشل .وتواصلت المقاومات الجزائرية للاحتلال الفرنسي الى غاية الحرب العالمية الاولى...وهذا بعد ان عرفت جهات مختلفة من الوطن العديد من هاته المقاومات وماهذا الا دليل قاطع على رفض الاستعمار وسياسته...[/size] كان للجمعيات الدينية ابر الاثر في نفوس الجزائريين ولكن الاستعمار لم يكن ذا بعد ديني ..فالجهاد ضد العدو المسيحي امتزج بمحاولات لاعادة بناء الدولة الجزائرية كما رأينا ذلك مع الامير عبد القادر...وقد لعبت السياسة الفرنسية المتمثلة في الاستيلاء على الاراضي وماترتب عنها من افقار وتجويع واذلال وقهر دورا في اندلاع بعض الثورات كثورة المقراني ومحمد بوعبد الله بومعزة ولالا فاطمة نسومر في منطقة القبائل والكثير من امثالهم... ولكن غياب الدولة العصرية والنظمة وتاخر الوعي الوطني وضعف التنظيم والتسلح لدى المقاومين بالاضافة الى التشتت والصراعات الداخلية والفكر الاقطاعي والقبلي كانت كلها عوامل حاسمة في فشل هاته الانتفاظات.
امام السياسة الفرنسية وواقع الاستعمار في الجزائر الذي تمثل بسياسات التجوع والاباداة الجماعية واظطهاد الشعب والجرائم المندية للجبين التي ارتكبتها فرنسا في حق الجزائر
الحركة الوطنية: بعد ان دب الوهن في المقاومات الشعبية المسلحة وتمكنت السلطات الفرنسية من بسط سيطرتها على الجزائر بدات في مطلع القرن العشرين مرحلة جديدة من النضال والمقاومة عرفت بمرحلة النضال السياسي وقد اتسمت في بدايتها بظهور نوع من المقاومة التي تعتمد على اللوائح والعرائض الاحتجاجية والصحافة لتصبح فيما بعد على شكل نوادي وجمعيات ثقافية وخيرية ورياضية ..اذ ان اهم مايميز النضال السياسي هو انقسامه الى تيارات متعددة ومتباينة ..بالاضافة الى نشاط الشبان الجزائريين الممثل للتيار الاصلاحي كالامير خالد وصحيفته الاقدام . .اضافة الى نشاط التيار الديني جمعية العلماء المسلمين بفعل نشاط اعضائها من الشيخ بن باديس وغيره من العلماء.
.والتيار الاستقلالي المتمثل في حزب نجم شمال افريقيا...وغيرهم من التيارات كالتيار الليبيرالي او الادماجي والتيار الشيوعي . ارتبطت نشأة الأحزاب السياسية في الجزائر، بفترة الخضوع للاستعمار، حيث ظهرت كتنظيمات نضالية، قاومت الاستعمار الأجنبي ووقفت في وجه الحكم الدخيل من أجل استرجاع السيادة الوطنية وتحقيق الاستقلال، وتبنت كذلك أسلوب النضال السياسي من أجل الحقوق الفردية والحريات الأساسية للشعب الجزائري تمخض التعدد والتنوع في التنظيمات عن تعدد وتنوع في القيم السياسية، فمنذ نشأتها حتى اندلاع الثورة التحريرية في نوفمبر 1954، قدمت مشروعا سياسيا، يتمثل في المطالبة بالاستقلال وإعادة إقامة الدولة الجزائرية، هذا على الرغم من الاختلاف في الوسيلة والمنهج لتحقيق الأهداف. ----- نصل الى دوافع تفجير الثورة التحريرية. فقد اعتبرت المجموع التي اتخذت القرار الشجاع والحاسم ان الهدف من كل حركة وطنية اصيلة هو الوصول الى تحرير الوطن وان الحركة الوطنية في الجزائر بلغت مستوى من النضج يجعل الشعب الجزائري يلتف حول قضية الاستقلال الوطني ويمكن الاعتماد عليه من اجل احتضان الثورة ... فقد ظهر جليا وبعد سنوات من النضال السياسي ان فرنسا لا يمكن ان تمنح الاستقلال للجزائر بطرق سلمية فمجازر 8 ماي 1945 والتزوير في الانتحابات اكد على سوء نية السلطات الفرنسية وتشبتها الاعمى بالنظام الاستعماري في الجزائر فان تفجير الثورة كان السبيل الاوحد لتجاوز ازمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية هذه الازمة التي حولت مسار الصراع من صراع ضد المستعمر الى صراع بين الاشخاص(مصاليين ومركزيين) واصبحت تهدد وحدة الشعب والحركة الوطنية .فالثورة كانت السبيل لوضع الجميع امام وضع سياسي جديد اما يختارون الالتحاق بها او يظهروا كعملاء للنظام الاستعماري. فبعد التحضيرات الللازمة للثورة التحريرة تم الانطلاقة في يوم اول نوفمبر 1954 وقد اعتمد في بدايو امرها على سرعة الحركة والاعتماد على مجموعات خفيفة تعمل في اماكن متعددة.. .والعمل على ضرب المصالح الاستعمارية..القيام بتجنيد وتعبئة افراد الشعب للانظمام الى جبهة التحرير الوطني. .وكان من نتائج هذه الاستراتيجية الاولية:.تخفيف الضغط العسكري خاصة الذي كان مسلط على المنطقة الاولى...انتشار فكرة الثورة في الاوساط الشعبية...التاكيد ان جيش التحرير الوطني مستعد لمواجهة الجيش الفرنسي في وضح النهار وفي المدن الكبرى...ابراز شعبية الثورة ووطنيتها وذلك باشتراك اكبر عدد من افراد الشعب...والاهم ...اعطاء الدليل القاطع للامم المتحدة على ان مايجري في الجزائر هو ثورة وطنية وليست مجرد تمرد كما تدعي السلطات الفرنسية..خاصة وان الاحداث جاءت عشية انعقاد الدورة العاشرة للجمعية العامة للامم المتحدة.. كان للثورة التحريرة...تاثيرات لى الساحة..حيث اعدت التنظيمات في الهياكل والجانب الاداري...والعمليات التي حققت العديد من النجاحات..الى ان استكملت الثورة بناء تنظيماتها وهياكلها فقامت في 19 سبتمبر 1958 بالاعلان رسميا عن تشكيل الحكومة المؤقتة الجزائرية التي يراسها فرحات عباس(اهم اعضاء النخبة الذين لهم الدور الكبير في التنظيمات).
نقف عند هذه النقطة والتحول الجذري في مسار الثورة الجزائرية.. وما سبق كان وصف لما حدث في الجزائر منذ الاحتلال سنة 1830 الى مابعد اندلاع الثورة التحريرة وبايجاز شديد.. وفي العدد القادم سنتطرق الى مرحلة التفاوض وتقرير المصير وكذا تحقيق الاستقلال ووحدة التراب الوطني.. وكما راينا ... المرحلة التي مرت بها الجزائر منذ الاحتلال الفرنسي لاراضيها مرورا بالتحولات التي طرات على مسار المقاومة وتحولها من النضال السياسي الى المسلح وذلك بتفجير ثورة نوفمبر 54.....وصولا الى تاسيس الجمهورية الجزائرية المؤقتة برئاسة فرحات عباس في البداية ثم خلفه يوسف بن خدة سنة 1961 وهذا بسبب اقتناع قيادة الثورة بان التمثيل اصبح ضروريا في مثل هذا المستوى لحمل الدولة الفرنسية على تغيير سياستها تجاه الجزائر وتحقيق انتصارات اخرى على الصعيد الدبلوماسي ولاقتناع الثورة ايضا بان التحضير للاستقلال صار ضروريا. فكانت بذلك مرحلة التفاوض وتقرير المصير: حيث سلم الجنرال ديغول بعد استعمال كل الوسائل بضرورة فتح مفاوضات مع الثورة الجزائرية على اساس مبدا تقرير المصير فطرح الموضوع على الشعب الفرنسي الذي صادق عليه في استفتاء 8 جانفي 1961... فكانت على غرارها عدة لقاءات كلقاء" مولان" الذي لم يكتب فيه اي نجاح بالنسبة لمفاوضينا بسبب سوء المعاملة من طرف الوفد الفرنسي...وبعد الاتصالات المكثفة وامام وحدة التراب الوطني التي يراها ديغول دون الصحراء التي يعتبرها فرنسية واما هذه المطالب انسحب الوفد الجزائري معتبرا الهوة شاسعة بين الطرفين ويعجزان عن الاتفاق...ولكن بعد مراوغات من السلطات الفرنسية وتجديد لفتح المفاوضات من طرف الجزائريين تم الاعتراف نهائيا بوحدة التراب الوطني وبوحدة الشعب الجزائري..وذلك في اخر مرحلة من من مراحل المفاوضات في بداية مارس 1962. ولكنها قامت بمسعى اخير لتفريق الصفوف بمحاولة كسب تأيد شعبي لمشروع فصل الصحراء عن الجزائر ولكن المشروع قوبل بالرفض من الأعيان وكذلك من طرف الشعب الذي خرج في ورقلة في مظاهرات شعبية عارمة, فاظطرت الى تسليم موافقتها على ما اتفق عليه. وهكذا دعي المجلس الوطني للثورة الجزائرية للمصادقة على مشروع الاتفاقيات التي وقعت في 1962/03/18م على الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر وعرفت بـ "اتفاقيات افيان"
وبذلك تطوى صفحة الاستعمار في الجزائر. لكن المتربصين بالجزائر لم يتركوا لها فرصة تضميد الجراح فقد عمدت "منظمة الجيش السري" "OAS"
الى تطبيق سياسة الارض المحروقة ووجهت ضرباتها الى الطاقات الحية في البلاد وكذلك الى كل المنشآت التي يمكن ان يستفيد منها ابناء الشعب في ظل الاستقلال والحرية , فاغتيل الرجال واحرقت المدارس والجامعات والمكتبات.
وبعد التوقيع على الاتفاقيات اعلن عن توقيف القتال الذي دخل حيز التطبيق يوم 19 مارس 1962 على الساعة الثانية عشر. وشرعت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في الترتيب لاستفتاء تقرير المصير واعلان الاستقلال يوم 5 جويلية 1962م اي مباشرة بعد اعلان النتائج,ووجه الجنرال ديغول في هذا اليوم رسالة الى اليد "عبد الرحمن فارس" رئيس الهيئة التنفيذية المؤقتة التي اشرفت على تسير المرحلة الانتقالية,ارسل له رسالة كان نصها:"نظرا للنتائج التي اسفر عنها استفتاء تقرير المصير فان الصلاحيات الخاصة بالمقاطعات الفرسنية السابقة في الجزائر تحول ابتداءا من اليوم الى الهيئة التنفيية المؤقتة للدولة الجزائرية".
حصيلة 130 سنة من الاستعمار والاظطهاد: فقد كانت تضحيات الشعب الجزائري ثقيلة جدا اسفرت عن *مليون ونصف مليون شهيد *عشراء الالاف من الارامل واليتامى *مليون لاجيء *اكثر من مليون مسجون *الاف القرى المدمرة *اقتصاد مشلول *خزينة دولة لا يوجد بها سنتيم واحد اما الحصيلة العامة فقد استعادة الدولة الجزائرية مكانتها بين الامم التي راحت تعترف بدولتها منذ تاسيس الحكومة المؤقتة الى ان رفع علم الجزائر في مبنى الامم المتحدة يوم 8 اكتوبر 1962.
// // وتبقى الجزائر حرة مستقلة تعيش في قلوبنا ولنحيا هاته الذكرى السعيدة ..ولو بالدعااء والترحم على ارواح شهدائنا الابرار