تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الطريقة الرد على مخالفات أهل العلم من أهل العلم . الأحد أبريل 22, 2012 3:17 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد فهذا كلام علمي متين للشيخ صالح آل الشيخ - وفقه الله - يبين فيه فقه أئمة الدعوة في الرد على من خالفهم من أهل العلم في بعض المسائل إذا كان ذلك المخالف لهم يوافقهم في أصل الدعوة إلى التوحيد وإلى السنة وأن ذلك من تمام علمهم -رحمة الله عليهم جميعا -فيقول - سدده الله - : ((إذا كانت المسألة متعلقة بالعقائد أو كانت المسألة متعلقة بعالم من أهل العلم في الفتوى في شأنه بأمر من الأمور، فإنه هنا يجب النظر فيما يؤول إليه الأمر من المصالح ودفع المفاسد لهذا ترى أئمة الدعوة رحمهم الله تعالى من وقت الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن -أحد الأئمة المشهورين -إلى وقت الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى إذا كان الأمر متعلقًا بإمام أو بعالم أو بمن له أثر في السنة فإنهم يتورعون ويبتعدون عن الدخول في ذلك .
* مثاله : الشيخ صديق حسن خان القنوجي الهندي المعروف عند علمائنا له شأن ويقدرون كتابه (الدين الخالص ) مع أنه نقد الدعوة في أكثر من كتاب له ؛ لكن يغضون النظر عن ذلك ولايصعدون هذا لأجل الانتفاع بأصل الشيء وهو تحقيق التوحيد ودرء الشرك .
* المثال الثاني : الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني المعروف -صاحب كتاب سبل السلام وغيره- له كتاب تطهير الاعتقاد وله جهود كبيرة في رد الناس للسنة والبعد عن التقليد المذموم والتعصب وعن البدع ؛ لكنه زل في بعض المسائل ،ومنها ما ينسب إليه في قصيدته المشهورة لما أثنى على الدعوة قيل إنه رجع عن قصيدته تلك بقصيدة أخرى يقول فيها : رجعت عن القول الذي قد قلت في النجدي ! يعني به الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ويأخذ هذه القصيدة أرباب البدع وهي تنسب له وتنسب أيضا لابنه إبراهيم ؛ وينشرونها على أن الصنعاني كان مؤيداً للدعوة لكنه رجع . * والشوكاني رحمه الله تعالى مقامه أيضًا معروف ، الشوكاني له اجتهاد خاطئ في التوسل، وله اجتهاد خاطئ في الصفات وتفسيره في بعض الآيات فيه تأويل ، ........ ؛ لكن العلماء لا يذكرون ذلك . وألف الشيخ سليمان بن سحمان كتابه ( تبرئة الشيخين الإمامين ) يعني بهما الإمام الصنعاني والإمام الشوكاني .
وهذا لماذا فعلوا ذلك ؟ لأن الأصل الذي يبني عليه هؤلاء العلماء هو السنة ، فهؤلاء ماخالفونا في أصل الاعتقاد ، ولا خالفونا في التوحيد ولا خالفونا في نصرة السنة ، ولاخالفونا في رد البدع ، وإنما اجتهدوا فأخطؤوا في مسائل ، والعالم لا يُتبع بزلته كما أنه لا يُتّبع في زلته هذه تترك ويسكت عنها ، وينشر الحق وينشر من كلامه ما يؤيد به .
وعلماء السنة لما زلّ ابن خزيمة رحمه الله في مسألة الصورة كما هو معلوم ونفى إثبات الصورة لله جل وعلا رد عليه ابن تيمية رحمه بأكثر من مائة صفحة ، ومع ذلك علماء السنة يقولون عن ابن خزيمة إنه إمام الأئمة ، ولا يرضون أن أحدًا يطعن في ابن خزيمة لأجل أن له (كتاب التوحيد ) الذي ملأه بالدفاع عن توحيد الله رب العالمين وإثبات أنواع الكمالات له جل وعلا بأسمائه ونعوت جلاله جل جلاله وتقدست أسماؤه .
والذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء قال : وزلّ ابن خزيمة في هذه المسألة .
فإذاً هنا إذا وقع الزلل في مثل هذه المسائل ، فما الموقف منها ؟ الموقف أنه ينظر إلى موافقته لنا في أصل الدين موافقته للسنة ، نصرته للتوحيد، نشر العلم النافع، ودعوته للهدى، ونحو ذلك من الأصول العامة وينصح في ذلك وربما رُدّ عليه ؛ لكن لا يقدح فيه قدحًا يلغيه تمامًا . وعلى هذا كان منهج أئمة الدعوة في هذه المسائل كما هو معروف .
وقد حدثني فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله تعالى حينما ذكر قصيدة الصنعاني الأخيرة (رجعتُ عن القول الذي قلت في النجدي) التي يقال إنه رجع فيها ، أو أنه كتبها . قال : سألت شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عنها هل هي له أم ليست له ؟ قال فقال لي الشيخ رحمه الله : الظاهر أنها له ، والمشايخ مشايخنا يرجحون أنها له ؛ ولكن لا يريدون أن يقال ذلك لأنه نصر السنة ورد البدعة . مع أنه هجم على الدعوة تكلم على هذه القصيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، الشوكاني له قصيدة أرسلها للإمام سعود ينهاه فيها عن كثير من الأفعال من القتال ومن التوسع في البلاد ونحو ذلك فيه أشياء . لكن مقامهم محفوظ لكن ما زلوا فيه لا يتابعون عليه وينهى عن متابعته فيه فإذاً الشريعة جاءت لتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها )). انتهى المراد من كلام الشيخ . | |
|